اغتيال قادة النصر في القانون الدولي العام

نوع المستند : مقاله پژوهشی

المؤلفون

1 خريج دكتوراه في القانون العام ، جامعة الاديان والمذاهب

2 خريج الماجيستر من جامعة الأديان والمذاهب

المستخلص

تعد عملية اغتيال الشهيدين المهندس وسليماني، جريمة دولية تفتقد لجميع المبررات القانونية، بل وتعد اعداماً تعسفياً خارج القضاء. وإن استخدام الطائرات المسيرة في عمليات الاغتيالات تعتبر تهديداً للسلم الدولي، اذ يعد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية  للدول، من اهم المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول، والتي تضمن من خلاله احترامها لسيادة الدول الأخرى، وخاصة دول الجوار. لكن تراجع دور هذا المبدأ، بحيث ان خرقه انتقل من الاستثناء الى ما يشبه القاعدة العامة، وان  السيادة تتعرض للتأكل المستمر من طرف حقوق الانسان، وان التكلم عن السيادة كمسؤولية ليس كامتياز مطلق يبقى محل نقاش. تظهر ممارسات مجلس الامن الدولي حول انتهاكات القانون الدولي الانساني اثناء النزاعات المسلحة غير الدولية، بمفهوم تهديد السلم والامن الدوليين. ان الفصل السابع من الميثاق قد اعطى صلاحيات واسعة لمجلس الامن، لاتخاذ تدابير القمع او المنع في مواجهة العدوان، او اخلال وتهديد بالسلم الدولي بموجب المادة (39)، وان اعمال الإرهاب قد تحدث اثناء النزاعات المسلحة او وقت السلم. وعند رجوعنا للاطار الخاص بالقانون الدولي الإنساني، لاحظنا بانه لا يتوافق أي عمل إرهابي مع هذا القانون المطبق في النزاعات المسلحة،  وتعد الاعمال الإرهابية خرقا جسيما لهذا القانون.  وهو يلزم الدول بالامتناع عن اللجوء الى الإرهاب، وسن التشريعات المحلية الملائمة لتأمين احترام القانون الدولي العام. ان تبريرات الولايات المتحدة في عملية اغتيال هؤلاء الرجال، لا اساس لها و مغايرة للقانون، وأن واشنطن لم تقدم تفسيرات رسمية لمجلس الأمن الدولي، تؤكد ما إذا كان هؤلاء الرجال أهدافاً، لأنهم اعتبروا جزءاً من الهجوم المستمر أو الوشيك الذي ادعت الولايات المتحدة عنه ضدها. وعليه تتحمل الاخير المسؤولية عن نتائج ذلك. إن السكوت على هذه الانتهاكات الخطيرة سيمهد لاغتيالات قادمة لمسؤولين رفيعي المستوى لدول أعضاء في الأمم المتحدة. وبذلك سيتفاقم السلم الدولي لينزلق في منحدر خطير. وسبق لواشنطن أن صنفت الحرس الثوري الايراني كمنظمة إرهابية. ولا يوجد إي إلزام على أية دولة أخرى لتبني هذا التصنيف. لقد ادعى الرئيس ترامب أن سفارة بلاده في بغداد تهدد من قبل إيران، ثم وسّعها إلى أربع سفارات دون وجود اثبات أو دليل ملموس. إن مبرر واشنطن في قتل سليماني، هو بمثابة ردع لتفادي هجمات مستقبلية دون توضيح أين ومتى ستقع؟ ولقد فشلت واشنطن في اثبات أن الجنرال سليماني يشكل تهديداً وشيكاً، وأنه كان عليها أن تغتاله.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية